ان تعرف انك لا تعرف, خير من ان تعرف انك تعرف.
في الحالة الاولى, ستظل تسائل كل بداهاتك , وان كان سيؤرقك في كل مرة ,افتقاد تلك الطمانينة السادجة التي تخدرملكة
السؤال و الشك لدى الاخرين
لو تساءلنا عن صدقية كل هدا الركام من الافكار والاحاسيس و التمثلات التي تعبر ادهاننا كل يوم,و التي ياتينا اغلبها من ميراثنا الثقافي او معارفنا الاجتماعية,لايقنا اننا نحتاج فعلا الى ان نعيد السؤال في كل مرة عن حياد مصدرها والميكانيزمات التي تسربت عبرها الى ادهاننا لتستقر كمعارف و بداهات توجه تفكيرنا وترسم معالم نظرتنا الى الوجود و الانا و العالم.
اننا ,في الحقيقة لسنا سوى كليشيهات مكررة عن انساق ثقافية قد تختلف او تتشابه او تتقاطع , لكنها في النهاية مملوءة حد التخمة بكل اشكال الخرافات و الاخطاء,من قبيل الاحكام الاجتماعيةالعامة, والصور النمطية , وحتى قدر غير قليل من الاوهام و الافكار الخاطئة التي تتركها الانساق
الفكرية على ادهان المتاثرين بها, بالضبط كما تعمل الاساطير و الاديان و الايديولوجيات
و لكن ونحن نعرف اننا لو ظللنا نتعقب اثار تلك الافكار و التمثلات و الاحاسيس,طوال مسيرة حياة كل منا,واشهرنا معاول النقد لنزعزع معاقلها العتيدة ,لما افلحنا في تفكيكها كليا, بل ربما حتى لو هدمنا كل بداهاتنا الخاطئة تلك ,لن نصير الا الى بناء اوهام معرفة حقة, لنجد انفسنا قد حملنا معنا من رحلة السؤال و جدل الشك ,يوتوبيات واشباه حقائق مماثلة لما اردنا التخلص منه, لتبقى تلك العوالق قدر كل تفكير و لو بدا اشد عقلانية او اتخد صفة علم محض.

